معز كريفة رئيسًا جديدًا لجمعية مهرجان سوسة الدولي: مرحلة جديدة لمهرجان ثقافي عريق

كتب جيلاني فيتوري
انعقدت مساء أمس السبت 22 مارس 2025 الجلسة العامة الانتخابية الثانية لجمعية مهرجان سوسة الدولي، وذلك بمقر الجمعية بمسرح الهواء الطلق سيدي الظاهر بسوسة. الجلسة التي حضرتها مجموعة كبيرة من أعضاء الجمعية والمنخرطين، شهدت تقديم التقريرين الأدبي والمالي للفترة السابقة، قبل المرور إلى عملية الانتخاب التي أفرزت فوز السيد معز كريفة برئاسة الجمعية للفترة النيابية القادمة 2025-2027.

انتخابات في سياق ثقافي متجدد

جاءت هذه الانتخابات في ظرفية ثقافية خاصة، حيث يشهد المشهد الثقافي التونسي تطورات هامة، في ظل الرهانات المتزايدة على دعم المهرجانات الدولية والمحلية كرافد أساسي للحركة الثقافية والسياحية في البلاد. مهرجان سوسة الدولي، الذي تأسس منذ عقود، يعدّ واحدًا من أبرز التظاهرات الفنية والثقافية في تونس، ويستقطب سنويًا عددًا كبيرًا من الفنانين من تونس وخارجها، إضافة إلى جمهور واسع من محبي الفنون والموسيقى والمسرح.

في هذا السياق، حملت الانتخابات الأخيرة رهانات كبرى حول مستقبل المهرجان، خاصة في ظل التحديات المالية والتنظيمية التي تواجهه، مما جعل هذه المحطة الانتخابية تحظى بمتابعة دقيقة من مختلف الأطراف المعنية بالشأن الثقافي في سوسة.

رؤية جديدة وطموحات كبرى

فوز معز كريفة برئاسة الجمعية يطرح تساؤلات حول ملامح المرحلة القادمة ورؤيته لتطوير المهرجان وتعزيز إشعاعه محليًا ودوليًا. كريفة، المعروف بنشاطه في المجال الثقافي، يملك تجربة واسعة في الإدارة الثقافية، مما يجعله مؤهلًا لقيادة هذا الصرح الفني نحو مزيد من التطوير.

في تصريحاته الأولية بعد فوزه، أكد كريفة أن المرحلة القادمة ستشهد “عملًا مكثفًا من أجل تقديم برمجة نوعية تستجيب لتطلعات الجمهور وتساهم في الارتقاء بالمهرجان إلى مستوى أعلى من الاحترافية والتأثير”. كما شدد على أهمية دعم المواهب الشابة، والانفتاح أكثر على التعاون الدولي لتعزيز مكانة المهرجان عالميًا.

التحديات المقبلة

لا شك أن الهيئة المديرة الجديدة للمهرجان ستواجه جملة من التحديات، أبرزها تأمين التمويلات الضرورية لضمان استمرارية المهرجان، في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تواجه المشهد الثقافي التونسي. كما أن ضمان استقطاب أسماء فنية كبرى وبرمجة عروض ذات مستوى عالمي سيكون أحد أهم الاختبارات التي ستواجهها إدارة المهرجان الجديدة.

إضافة إلى ذلك، يمثل تعزيز الحضور الرقمي للمهرجان عبر استراتيجيات تسويق متطورة، والاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة في الترويج، تحديًا أساسيًا في ظل المنافسة الشرسة بين المهرجانات الثقافية.

دور المجتمع المدني والسلطات في دعم المهرجان

نجاح مهرجان سوسة الدولي لا يعتمد فقط على عمل الهيئة المديرة، بل يستوجب دعمًا متواصلًا من مختلف الفاعلين الثقافيين والسلطات المحلية والمركزية. فالمهرجان لا يمثل فقط مناسبة فنية، بل هو رافد سياحي هام يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في سوسة خلال فصل الصيف، مما يجعله يحتاج إلى دعم مؤسساتي يضمن استمراريته وتطوره.

وقد دعا عدد من المثقفين والفنانين خلال الجلسة العامة إلى ضرورة تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لدعم المهرجان، مؤكدين أن الحفاظ على استمرارية مثل هذه التظاهرات يتطلب تكاتف الجهود بين جميع الأطراف المعنية.

رسالة أمل لمستقبل ثقافي واعد

مع انطلاق فترة معز كريفة على رأس جمعية مهرجان سوسة الدولي، تتجه الأنظار إلى الكيفية التي سيتم بها تطوير المهرجان وضمان استمراريته كموعد ثقافي سنوي يجمع بين الإبداع والاحترافية. ومع التحديات المطروحة، تبقى الإرادة والعزيمة عاملين حاسمين في تحقيق الأهداف المرجوة.

ختامًا، يبقى مهرجان سوسة الدولي واحدًا من أهم التظاهرات الثقافية في تونس، ورغم التحديات، فإن الآمال معلّقة على الهيئة الجديدة لقيادة هذه المؤسسة نحو مزيد من النجاح والإشعاع، خدمة للثقافة والفن، وتعزيزًا لمكانة سوسة كمركز ثقافي وسياحي بارز في تونس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى